Ma9ali3
بسبب مقالع حجرية تحيط بهم
سكان دوار "الضرك" بجماعة المجاطية يعيشون حياة مأساوية داخل كهوف ،تنتهك فيها جرمتهم، وتلاعبات في التصاميم الطبوغرافية تفوت على خزينة الجماعة أمولا طائلة
للملتقى : جمال بوالحق 22/08/2011
هادي حالتنا أخويا مع هذه الكريانات اللي حدانا، حياتنا كلها ولات غبرا في غبرا، ولينا كنا كلوها مع الماكلة ،راه احنا عايشين عيشة الذبانة في لبطانة بسبب هذه المقالع الثلاث التي حولت حياتنا إلى عذاب يومي متواصل ينضاف إلى واقع حياتهم المزري، في ظل تجاهل تام من طرف الجهات المسئولة التي لا تتذكرهم إلا في موعد الاستحقاقات الانتخابية، يتعاملون معهم على غرار دواوير مجاورة ،كخزان انتخابي لا أقل ولا أكثر.
بهذه العبارات الحزينة، تحدث لنا بعض شباب هذا الدوار عن واقع حياة سكان دوار بلعربي كلم 17 الشهير بدوار الضرك ، الذي يحيط به نبات الصبار من كل جانب، ومن هنا جاءت تسميته بدوار "الضرك" والذي ينتمي إداريا إلى جماعة المجاطية، ويبعد عن مركز مديونة بحوالي 3 كيلومترات في اتجاه الدار البيضاء.
وأثناء زيارتنا لدوار الضرك الذي تعيش فيه حوالي 150 أسرة، لاحظنا أنه لا حديث يعلو عن حديث غبار المقالع الجاثمة على نفوسهم ،والتي تزداد تأثيراتها السلبية على صحتهم مع حلول فصل الصيف، بسبب كميات الغبار الكبيرة المنبعثة من المقالع، والتي تحركها الرياح لتكسو تجمعا بشريا محاذيا لهذه المقالع
وحسب تصريحات مجموعة من سكان الدوار للجريدة، فإنهم محرومون من فتح نوافذهم
ومن نشر غسيلهم، مما يتسبب لهم في عدة اختناقات وأغلبهم مصابون بعدة أمراض نتيجة غياب التهوية عن منازلهم الشبيهة بالأكواخ، هذا بالإضافة إلى أن أغلب جدران مساكن المتضررين، تشققت بفعل الانفجارات المتكررة على امتداد سنين عديدة، حتى وإن كانت حدتها قد خفت مؤخرا، بعد عدة احتجاجات للساكنة المحلية.
وقد أكد للجريدة العديد من سكان الدوار، أنهم قاموا بعدة وقفات احتجاجية على هذه المقالع، وراسلوا المسئولين على امتداد سنين عديدة، دون أن تلوح في الأفق بوادر الخلاص والانعتاق وأضافت نفس المصادر ، على أنه عندما يشتد الخناق على هذه المقالع من طرف السكان والجهات المسئولة على الصعيد الإقليمي، يلجأ أصحاب المقالع إلى الالتفاف حول الإشكالية المطروحة، ويعملوا على تشغيل بعض أبناء السكان، وتقديم عطايا للبعض الآخر، بهدف امتصاص الغضب الجاثم في النفوس، وإجبار المتضررين على القبول بالأمر الواقع ، ماداموا يسترزقون من هذه المقالع
لا ينكر بعض السكان في تصريحهم للجريدة من وجود عدة تواطئات، ما بين أصحاب هذه المقالع وبعض الأشخاص من السكان يحفظ الجميع أسمائهم عن ظهر قلب، هم من كانوا في البداية يتحدثون عن معاناة سكان دوار الضرك مع أضرار المقالع، لكن تمت استمالتهم وإخماد فوارت غضبهم وأصبحوا يدافعون عن أصحاب المقالع وتجاهلوا السكان، بعد أن (.....)،حسب مصادر من عين دوار الضرك
وأضافوا أيضا، على أن أصحاب هذه المقالع لا يهمهم سوى الربح على حساب آلامنا ومعاناتنا، ينطلقون كآلة مدمرة لكل شيء، مأزمة مستقبل المنطقة، المتأزم أصلا على جميع المستويات ، ولولا موقع الدوار المتواجد من القرب من مزبلة مديونة والتي يعمل فيها أغلبية سكان دوار "الضرك" ويتخذونها كمورد حقيقي لعيشهم، لهجروها منذ زمن – حسب قول العديد من السكان
ولا تقف مشاكل هاته المقالع ،عند حدود الأضرار البيئية للسكان بل تتعداه – حسب مصادر الجريدة – لتكشف عن واقع من التواطئات، الذي تعرفه القضية بمجملها، حيث إن المستفيد هم أصحاب المقالع لوحدهم ومن يحميهم ويخفي معالم تلاعباتهم.
وأضافت نفس المصادر على أن جماعة المجاطية، تذمر بيئتها ولا تتوصل بمستحقاتها كاملة من لدن المقالع البالغ عددها ثمانية عشر مقلعا، حيث يتم تزوير المصرح به، وما يضخ في حساب الجماعة لا يساوي حتى 40 % من القيمة المالية الحقيقية المستوجب استخلاصها، واعتبرت مصادرنا أن سبب ذلك راجع إلى أن الجماعة تعتمد فقط على ما تصرح به المقالع ،دون أن تكلف نفسها إسناد عملية التصريح لجهات مختصة، تعمل لصالح الجماعة وتدافع عن مصالحها ولو بشكل دوري.
واعتبرت مصادرنا أيضا، أن مبالغ مهمة تضيع على خزينة الجماعة بفعل التستر والتواطؤ الواضح والفاضح، وليست المقالع لوحدها هي من تفقر جماعة المجاطية ،وتضيع عليها أموالا طائلة ، بل إن مطرح النفايات المقام فوق أرض المجاطية والذي ذمر البيئة بمختلف مكوناتها، لما يزيد عن 20 سنة، لا تستفيد منه الجماعة ولو بدرهم واحد. وهو ما يجعل المنطقة تعرف خصاصا مهولا في العديد من المناحي الاجتماعية، رغم أنه كان بإمكانها أن تكون من أغنى الجماعات ، لو توفرت على مجلس جماعي قادر على تنمية الموارد المالية للجماعة بالشكل المطلوب
وعودة إلى موضوعنا الأصلي ، فقد كشفت مصادرنا كذلك ،عن وجود تلاعبات في التصاميم الطبوغرافية المقدمة للجهات المعنية والمتعلقة بعمليات الحفر التي تتجاوز العمق المسموح به، بعدة أمتار لدى بعض المقالع.
ويبقى أمل الجميع بالمنطقة هو أن تعمل الجهات المسئولة على تصحيح هذه الاختلالات، بدل الالتزام بالصمت، وهو صمت بمثابة الإدانة
أرشيف | جديد الأفلام | جديد الأغاني | أخبار فنية | الصفحة الرئيسية |