Mouatinine
اعتقال امرأة عجوز رفقة ابنتها و رضيعها يثير غضب السكان
جمال بوالحق : 07/02/2011
لم يتقبل مجموعة من السكان بمديونة ما أقدمت عليه نائبة وكيل الملك بابتدائية البيضاء بعين السبع و المدعوة (ن ق) بتاريخ 31/01/2011 من اعتقال زوجة المرحوم محمد ألعوني و المسماة زهرة العمراوي رفقة ابنتها ثورية و رضيعها فضلا عن زوج هذه الأخيرة المسمى حفيظ، و ذلك بهدف تعنيفهم و إرغامهم على الرحيل من دوار اصبايح بطريق سيدي إبراهيم و ترك المنطقة بشكل نهائي، دون المبيت في العراء بعد صدور حكم إفراغ في حقهم بتاريخ 4 أكتوبر 2010، و الذي تحول إلى هدم صريح فوق رؤوس أصحابه كاد يؤدي إلى إصابات خطيرة في صفوف عائلة أولاد العوني خصوصا الابن البكر حميد.
و قد وصف السكان بأن هذا السلوك الصادر عن نائبة الوكيل و التي تحكم باسم الملك، بأنه مستفز و يدعو إلى خلق الفتنة داخل المجتمع خصوصا و أن المعتقلين عجوز في عقدها السابع و ابنتها و حفيدتها التي لم تتجاوز بعد سنتها الأولى ذهبوا جميعهم إلى مكتب النائبة المذكورة بمحكمة عين السبع، فاعتقلتهم طيلة اليوم، ثم بعد ذلك أمرت بإحالتهم على الدرك الملكي و إبقائهم فيه رهن الحراسة النظرية و في اليوم الموالي قدموا إلى نفس النائبة بمحكمة عين السبع و لم يتم الإفراج عنهم إلا في حدود الواحدة بعد الزوال .
و قد أثار هذا المشهد السكان الذين وصفوه بالمذل و يرمي الفاعل بمقتضاه إلى إدخال الرهبة في نفوس عائلة أولاد ألعوني و تعريض عجوز و حفيدتها الرضيعة للمذلة و الهوان في دولة حقوق الإنسان و الطفل التي صادق المغرب على اتفاقيتها منذ عدة سنوات.
و تساءل السكان عن الهدف من هذا السلوك المستفز في ظل وضعية حرجة تمر بها البلاد العربية المجاورة يمكن أن تصل عدواها إلى بلادنا لأتفه الأسباب و أوهاها و يمكن أن تؤدي إلى منزلقات أمنية غير محسوبة العواقب و تساءل أولاد ألعوني الذين أصابهم الذعر و الفزع لما حل بأمهم العجوز و أخذوا يبكون لما علموا بأن والدتهم قضت ليلة الاثنين المذكور في زنزانة مركز الدرك بمديونة بجانب المجرمين و القتلة و تفننت النائبة المذكورة في تعذيبهم خصوصا الحفيدة التي كانت دائمة البكاء و الصراخ داخل المحكمة و في مركز الدرك بمديونة .
و تساءلوا أيضا بنبرة حزينة تثير الشفقة عن الفائدة من تقديم أمهم و ابنتها و حفيدتها إلى النيابة العامة، ما دامت القوات العمومية قد نفذت حكم الإفراغ و هدموا منازلهم و ما دام أحد المحسنين قد وهب هذه العائلة قطعة أرضية و هم في انتظار توصلهم بترخيص من السلطات الإقليمية لكي يشيدوا منزلا يقيهم من التشرد و الضياع و ما هي إلا مسألة وقت حتى نترك دوار اصبايح و ننتقل إلى مسكننا الجديد الذي لا يبعد كثيرا عن المكان الأول الذي قضينا فيه زهاء أزيد من خمسة عقود.
ماذا لو أعطيت لنا مهلة إضافية -يضيف أولاد ألعوني- حتى ننتقل بكل يسر وسهولة ، فرغم علم النائبة بهذا المعطى إلا أنها تجاهلته و لجأت إلى التخويف و الإرهاب كصهوة لتحقيق هدفها، لأنها على يقين بأننا مجرد أشخاص بسطاء لا حول لهم و لا قوة.