Nouvelle page 1

الملتقى : عيد مبارك سعيد وكل عام وأنتم بخير

فضاء للتواصل والإعلام والتدوين

الملتقى فضاء للتواصل والإعلام

Douar Haimoud


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

دوار حيمود بجماعة المجاطية في إقليم مديونة
إقصاء وتهميش ومزبلة تحتضن نفايات الشركات البيضاوية

دعا عامل مديونة في العديد من لقاءاته التواصلية مع الفاعلين الجمعويين والمنتخبين ورجالات السلطة كان آخرها اللقاء الذي عقد بعمالة مديونة بتاريخ 28 فبراير الفائت ،ركز فيه على أهمية المحافظة على البيئة والتربية على المواطنة كمرتكز لاغنى عنه في التنمية البشرية، وكعمود فقري لأي مشروع تنموي , وقد عمل عامل الإقليم، مند التحاقه بالإدارة الترابية لعمالة مديونة , على إزالة كل النقط السوداء بالهراويين وغيرها ،نيابة عن المجالس المنتخبة , إلا انه يبدو أن اليد الواحدة لاتصفق، حيث ظلت العديد من الدواوير بالاقليم، خصوصا بالمجاطية، في منأى عن هدا الاهتمام ،ولم يصل لادهان المسؤولين بمختلف أنواعهم، أهمية المحافظة على البيئة ، كمتنفس طبيعي وضروري للعيش الكريم، رغم إيلاءه أهمية بالغة، في الوثيقة الدستورية الجديدة .
ويعتبر دوار لبقاقشة والدي يسمى أيضا بدوار حيمود أو״ دوار الليل ״ ،كما يحلو للبعض تسميته، بسبب البنايات العشوائية التي استنبت فيه ، في جنح الظلام والتي جعلت منه أحد ابرز البؤر السوداء في الاتجار بالبناء العشوائي , واحدا من هذه الدواوير،فهو دوار مهمش ومقصي،من كل أصناف التنمية ،رغم انه لايبعد عن الدار البيضاء ، إلا بكليو مترات قليلة وحوله -للأسف الشديد- ، بعض الأشخاص معروفين بالمنطقة ، إلى مزبلة حقيقية ترمى فيها النفايات المختلفة من مواد غذائية، كالعجائن والحبوب والليمون المتعفن وغيرها . والتي تكون وجهتها مزبلة مديونة ،ليتم تغيير مسارها، إلى داخل دوار حيمود ״بديور الحوت ״
وقدا فادتنا مصادر الجريدة، على أن هده المواد المختلفة ،يتم تنقيتها وعزلها وشحنها للبيع لدى زبناء معينين ، ينشطون في هده المواد المتعفنة ، ولم تستبعد نفس المصادر على أن يكون هناك أشخاص ، يعملون بالمعامل التي تنتج المواد القابلة للأكل وغيرها , ويخبروهم بموعد خروج هده المواد الفاسدة ، من الوحدات الصناعية بنقلها إلى المزبلة العمومية للتخلص منها هناك , لكن يتم تغيير مكان إفراغها، سواء في دوار حيمود ألمدكور أو دواوير أخرى كالحفاري ومرشيش بجماعة المجاطية , حيث يتم جلب يد عاملة من النساء ،كما هو حال دوار حيمود ، لتنقية هده المواد المختلفة من القاذورات , وترك ركام من الازبال ساهم بشكل كبير في تردي الوضع البيئي للمنطقة .
وبنفس الدوار دائما ،وبجوار الشاطو المجاور للفرن، توجد أكوام من نفايات الازبال , يتم جلبها من مزبلة مديونة كالحديد ومختلف المواد القابلة للاستعمال وبعد فرزها يتم التخلص من بقاياها بجوار تجمع آهل بالسكان ،مما جعل دوار حيمود مكانا آمنا لتفريغ الأوساخ والقاذورات، التي تضر بصحة الإنسان والطبيعة معا , وعلى الرغم من معرفة
الجهات المسؤولة بحقيقة ما يقع بدوار حيمود ،من إتلاف حقيقي لبيئته وتدميرها , إلا أنه ،لاأحدا يحرك ساكنا، حيث يكتفي مسئولون مختصون في المحافظة على البيئة ،بزيارة متكررة ،ليس من اجل وضع حد لهذه الفوضى ،ولكن من أجل (... ) دون أدنى إحساس بحجم المسؤولية . الملقاة على عاتقهم ودون أدنى اعتبار لصحة وسلامة المواطنين .الدين يئسوا من أن يتم وضع حد للسلوكات المنحرفة لتجار״التميخلة ״ والمواد الغدائية الفاسدة , مادمت بعض الجهات المسؤولة تغض البصر وتكتفي بدور المتفرج.
تجار الخردة والمواد الفاسدة ،الدين حولوا دوار حيمود إلى مزبلة حقيقية .يستغلون تهاون المسؤولين وفقر السكان وأميتهم ،للقيام بإنزال حقيقي في واضحة النهار لمختلف الأوساخ والقادرورات والمواد المتعفنة
ويرى مصدر مسؤول، على أن أغلب النفايات والمواد الفاسدة تأتي من عدة شركات تريد أن تتخلص من أزبالها الضارة ،بأسهل الطرق الغير المكلفة و الجريمة لا تتمثل في استغلال هده المواد , وإنما في عدم التزام هده الشركات ،بتحمل المسؤولية في نفاياتها , والتأكد من أنها ترمى فعلا، في مكانها الحقيقي بمزبلة مديونة .
نقطة سوداء في جماعة المجاطية
تنعدم عوامل التنمية بدوار البقاقشة، والذي يبعد عن وسط الدار البيضاء بأقل من 6 كيلومترات ،بحيث يعيش حالة تعثر تام بسبب انعدام البنيات التحتية الضرورية المتمثلة في انعدام شبكة السائل وغياب إنجاز القنوات الداخلية القادرة على الحد من معاناة السكان الصحية والبيئية ،التي استمرت لأزيد من عقد من الزمن دون أن تلوح بوادر الخلاص. لساكنة يفوق تعدادها 1000نسمة، تعاني من غياب إرادة حقيقية لهيكلة هذا الدوار وربطه بشبكة الصرف الصحي، حيث تتحول فضاءات هذا الدوار في الأيام المطيرة، إلى مستنقع من المياه الأسنة والمتعفنة، إذ في غياب شبكة الواد الحار، يكتفي السكان باستعمال الحفر داخل الأزقة وهو ما يشوهها ويساهم دائما في انبعاث الروائح الكريهة.
ففي تصريح للجريدة أكد أحد السكان على أن الواد الحار، يشكل لنا متاعب كثيرة، فعندما تمتلئ الحفر بمخلفات الإنسان الطبيعية، يكون ملزما علينا إفراغها مع ما يصاحب ذلك من روائح كريهة فضلا عن انتشار الأزبال والنفايات بسبب غياب حاويات لجمعها ،وينتظر سكان دوار البقاقشة بفارغ الصبر مشروع إعادة هيكلة دوارهم للتغلب على المشاكل المترتبة على انعدام شبكة الصرف الصحي
ليست الأزبال وغياب الواد الحار من يؤرق بال سكان دوار البقاقشة، بل إنضاف اليوم مشكل غياب الأمن، الأمر الذي جعلهم لا يحسون بالاطمئنان ليس فقط خارج بيوتهم، بل حتى داخلها، بعد تصاعد حدة الانحراف والإجرام وترويج الممنوعات ،فبعد مغيب الشمس يخيم الظلام على الطريق الرابطة بين طريق مديونة وجوف الدوار على مسافة حوالي 1000 متر فيستغل ذلك بعض اللصوص والمنحرفين لممارسة النهب والسرقة واعتراض سبيل الفتيات كما حدث مرارا وتكرارا، لذلك فالسكان يطالبون بالعمل على تغطية طريق الدوار بالإنارة العمومية.
وهناك مسألة أخرى تؤرق السكان وتقلقهم كثيرا ففواتير الكهرباء في ارتفاع مستمر، كل شهر تأتي مغايرة غير خاضعة لأي تبرير منطقي، فهناك من له مصباحين أو ثلاثة يأتي في حقه مبلغ مالي غير مقبول بالمرة، كما حدث قبل أشهر للمسمى (ح س) من دوار البقاقشة الذي فوجئ بأداء مبلغ يتجاوز 2500 درهم وإلا أخذ منه عداد الكهرباء، ويعتبر(ح س) نموذج للعديد من السكان ،سواء بدوار البقاقشة أو باقي دواوير المجاطية الذين يحارون كل شهر، لهذا الغلاء الفاحش في فواتير الكهرباء والماء ولا يجدون له أدنى تفسير،إضافة إلى مشكل الانقطاع المفاجئ للكهرباء دون إخبار السكان
محنة الأطفال
يقضي الأطفال جل وقتهم في اللعب وسط الأزبال والقاذورات لأن دوار البقاقشة تحاصره الأزبال والأتربة ومياه الواد الحار المكشوف من كل جانب، حولها الأطفال إلى فضاء لممارسة شقاوتهم مع ما يصاحب ذلك من تعرض الصغار للأوساخ و احتمال التعرض لإصابات محتملة في ظل انتشار كل مسببات ذلك من أحجار وأزبال متناثرة ممزوجة بقطع الزجاج المكسور يقول فاعل جمعوي بالمنطقة : الدراري كيخرجو من المدرسة كيمشيو العبوا في الدوار المليء بالأزبال في ظل غياب ملعب يحتضن شغبهم ولهوهم الطفولي اللامحدود.
تصير فضاءات الدوار الغارقة في الإهمال والنسيان فضاءا لإجهاض أحلام أطفال في المهد، رغم فنيتهم في اللعب التي أتبثونها فوق أرضية الملعب المرصعة بالأحجار والمزينة بالأزبال ومياه ألواد الحار الخانقة
ويبقى أمل هؤلاء الصغار هو أن تعمل الجهات المسؤولة على تشييد ملعب لكرة القدم المصغرة بعشب اصطناعي كما هو الحال بأحياء وسط الدار البيضاء يعفيهم من مشقة اللعب وسط جحيم القاذورات والأزبال والأتربة.
ويراود سكان دوار البقاقشة ومعه باقي دواوير المجاطية، الأمل في أن تفرز الانتخابات المقبلة مجلس جماعي محلي يقطع الصلة مع التجارب السابقة، ويعقدون آمالا عريضة على التجربة الانتخابية المقبلة لتأسيس تجربة جديدة تتعاطى إيجابيا مع آلام وآمال المواطنين، لأن الواقع الحالي بالمنطقة خصوصا بدوار البقاقشة لا ينذر إلا بالتشاؤم والاشمئزاز ويبقى النهوض بهذا الدوار وفض العزلة والتهميش عنه رهينا بوجود مستشار جماعي قادر على رفع التحديات والدفاع عن المنطقة وتشجيع العمل الجمعوي خصوصا وأن المنطقة تتوفر على جمعية نسائية فتية، لا تحتاج إلا لمن يؤازرها ويأخذ بيدها ،وذلك لدعم البنيات التحتية. و العمل على محاربة الإقصاء وتقديم الخدمات الاجتماعية للمحتاجين والأرامل...
ورغم المشاكل التي يتخبط فيها دوار البقاقشة على مستوى غياب النظافة وانعدام شبكة الصرف الصحي وارتفاع معدلات الانحراف ،فإن الدوار يبدو هادئا في بعض الفترات من اليوم خاصة في ساعات الصباح والزوال لكنه في المساء والليل، يتحول إلى ثورة تخفي العديد من الأسرار والأخطار

جمال بوالحق : 23.08.2011

 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement