3ala Masouliati
الخونة الجدد في عهد الإستقلال
على مسؤوليتي : جمال بوالحق
يصاب الناظر إلى منطقة مديونة بمجاليها الحضري و القروي بنوع من الدوار الذهني٬ فالأمور في انحطاط تام، هناك حرب كلامية لا فائدة ترجى منها٬ بين مختلف الفرقاء السياسيين و هناك مصالحات مغشوشة ولم تكن يتوقعها أحد و تحالفات سياسية مشبوهة تتغير باستمرار على حسب مصالح أصحابها و هواهم و تقزيم مقصود للفعل الجمعوي الجاد وكره دفين للإعلام الصادق الذي يسلط الضوءعلى مكامن الخلل و بلا أبسط وعي ولا أدنى اهتمام بما قد ستؤول إليه هذه السلبيات من عواقب وخيمة على استقرار المجتمع في ظل تبني مقاربات متنوعة أثبتت فشلها الذر يع على أرض الميدان، و أصبحت مجرد شعار للإلتهاء و الإلهاء.
ما يزيد الأمور صعوبة على المنطقة هو أن رموز الفساد فيها الذين أطفئوا طيلة أزيد من 3 عقود من الزمن الانتخابي الرديء كل كواكب الأمل بها و حولوها إلى مكان آمن لخروقاتهم و ألاعيبهم القذرة و الضحك على ذقون البسطاء تصالحوا و اجتمعوا تحت مظلة واحدة بعد قطيعة زمنية طويلة هاجموا فيها بعضهم البعض بعنف و تراشقوا التهم و الكلمات النابية المستمدة من لغة معجم ما تحت الحزام، لكنهم في الأخير تصالحوا من أجل الاستعداد للمحطة الانتخابية القادمة٬ الأكيد أنها ستكون أعظم من سابقاتها و أقوى من حيث التفنن في انتهاج مختلف الطرق‾ الغير الشرعية بطبيعة الحال‾للبقاء في كرسي المسؤولية الجماعية مهما كلفهم ذلك من ثمن مادام سوق البشرية يوفر أصوات مأجورة ورخيصة٬وقد أحس بعضهم بقرب نهايته وتوقيف مساره الجماعي الفاشل بعد سلسلة من الخروقات العمرانية و التدبيرية، لذلك استنجد بصديقه القديم و ارتمى في أحضانه لدرجة أنه تنكر لحزبه السابق طمعا في انقاد رقبته من مساءلة قضائية بدأت تلوح في الأفق معتقدا أن عدو الأمس و صديق اليوم هو من سيخلصه من مقصلة الداخلية التي تتهيأ لاستصدار تقريرها الخاص عن المنطقة في مجال خروقات البناء العشوائي و تسيير مرافق التدبير الجماعي التي عرفتها جماعة المجاطية طيلة أزيد من عقد من الزمن.
لقد تخلص المغرب من المستعمر الغاشم، و نال استقلاله عن جدارة و استحقاق بعد أن لقن درسا في الوطنية للمغتصبين و أتباعهم من الخونة أبناء جلدتنا الذين تواطئوا مع العدو وأساءوا للوطن وأناسه ليبقى المغرب محتلا لكن المواطنين الأحرار وقفوا لهم بالمرصاد و نذروا حياتهم من أجل استقلال البلاد و حاربوا من كل المواقع لعودة محمد الخامس، لكنهم بعد ذلك حوربوا لما نال المغرب استقلاله، و أكثريتهم تعيش الفقر المدقع بينما هناك العديد من العناصر التي لا تربطها بالحركة الوطنية أية صلة استفادت من عدة امتيازات باسم الوطنية و المقاومة، بينما الأحرار ممن عانوا ويلات السجون و أدوا ضريبة الوطنية من أجسادهم لم يقابلوا بالمعروف و ثم تجاهل أغلبيتهم ٬أما الخونة فإنهم استفادوا من غنيمة الاستقلال و خيرات البلاد، رغم تواطئهم مع العدو و وشايتهم بالمقاومين الأحرار.
و اعتقد أن تداعيات هذه المفارقات، مازالت مستمرة في الوقت الراهن، فإذا كان المغرب قد تخلص من خونة الاستعمار، على يد مغاربة أعطونا نماذج حقيقية في القدوة الوطنية و الإصلاح فإنه مازالت أمامه معركة حقيقية من أجل التخلص من خونته الجدد الذين يعيشون بيننا و يعيثون في أرض البلاد فسادا و سرقة للأموال العامة و تشجيع مختلف الأنشطة المحظورة و لديهم كامل الاستعداد لبيع البلاد بكاملها من أجل مصالح مالية ضيقة غير مشروعة يتوفرون عليها بالعملات الصعبة. (إقليم مديونة نموذجا)
لقد قطع المغرب عدة أشواط في الأصالة و التحديث منذ أزيد من 55 سنة من الاستقلال، لكن مازالت أمام البلاد جهود كثيرة من العمل و الوقت و التضحيات و قطع دابر الفاسدين المفسدين.